إن الثورات المباركة في كل من تونس أولا ثم ما تلاها من ثورة في مصر العزيزة و البحرين والأردن و اليمن ثم لاحقا في ليبيا هي في الحقيقة خروجا للمارد من قمقمه الذي ىذاه وطوقه لسنوات وسنوات ، فمنذ عشرات السنين والعرب خاصة و المسلمين عامة هم يؤثرون كتأثير كالأصفار في عمليات الجمع .
و ابتلاهم الله بقادة لايشكلون تأثيرا يذكر لا اقليميا ولا دوليا بل كان جل تأثيرهم في تكميم أفواه شعوبهم ونهب خيراتهم وتجهيلهم وافقارهم حتى لاتقوم لهم قائمة و لايشعرون بالكرامة أو العزة فيبقون عبيد شهوات ونزوات آنية و لا أدري ما المغزى من ذلك ؟
هل كان ذلك جراء تفكيرهم في التحرر والانعتاق من المستعمر الغربي المتمثل في فرنسا وانجلترا ؟
فولت عليهم من يجعلهم يندمون على اليوم الذي فكروا فيه في مثل ذلك الخيار …. ربما
لكن اليوم بلغ السيل منتهاه و ثارت الشعوب على مستعبديها من بني جلدتها الذين يتكلمون بلسانها ولكنهم أحرص الناس على أن يحلبوا في اناء أعدائها .
سقط ابن علي في تونس وسقطت معه عائلة زوجته و كل معتقداتهما التي فرضوها على التونسيين فرضا .
و سقط مبارك مصر وسقطت معه عائلته و مشروع توريث ابنه سقط ايضا ، ولسنا ندري بعد هل ستسقط امتيازات اسرائيل في مصر ؟ في الغاز المصري ؟ في السياحة المصرية ؟ في الحصار على غزة ؟
و نتمنى أن يكون القذافي على مرمى حجر من السقوط وهو الذي قصف شعبه الذي ادعى زورا وبهتانا بأنه الحاكم الفعلي في ليبيا : أليست هي أول جماهيرية في العالم ؟
و سيسقط مع القذافي ما عاناه شعب ليبيا من هدر وفوضى وجنونا لامبرر له لأزيد من أربعين سنة متواصلة .
و سيسقط زعماء ورؤساء و ربما ملوكا وأسرا حاكمة ، …. لكن هل سيستفيد الشعب العربي من ذلك ؟
أم سيعاني العربي من هذا العمل البطولي الذي ليس له مثيل في العالم ؟
هل سيندم كما ندم على استبداله المستعمر الأجنبي بالمستبد الوطني ؟
ما نراه من استنفار و استبسال و حرص من مختلف الشباب العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن و غيرهم من الدول يبشر بالخير ، وقد يصير الغد أفضل من أمسنا ويومنا ، ويومها سيحسب للصوت العربي في مشارق الأرض ومغاربها ألف حساب .
وحينها ستفكر اسرائيل ألف مرة قبل قصف غزة جهارا نهارا ، و لن تتجرأ على الدخول للبنان صباح مساء دون استنكار أو حتى ادانة .
و يومها قد نغني بملء أفواهنا وحناجرنا :
يا أخي في القدس أو في المغرب أنا منك أنت مني أنت بي