اعلن علماء فلك الاربعاء اكتشاف ستة كواكب ذات حجم متوسط تدور حول نجم يشبه الشمس، قائلين ان ذلك يعتبر الاكتشاف الاكثر اهمية في الابحاث المتعلقة بالكواكب خارج المجموعة الشمسية.وقال عالمالفلك في وكالة الفضاء الاميركية جاك ليسوير في مؤتمر صحافي نظمته مجلة نيتشر العلمية البريطانية "هذا الاكتشاف هو الاهم في مجال الكواكب خارج المجموعة الشمسية منذ اكتشاف الكوكب 51 بيغاسي بي اول كوكب يكتشف خارج المجموعة الشمسية في العام 1951".
ونظام الكواكب الجديد "غير المتوقع" هذا رصده القمر الصناعي كيبلر التابع لوكالة الفضاء الاميركية. وتدور هذه الكواكب حول نجم اسمه كيبلر-11 يبعد عن الارض مسافة الفي سنة ضوئية (السنة الضوئية= 9460 مليار كيلومتر).
وقال ليسوير ان "كيبلر-11 يزودنا بالكثير من المعلومات حول كل كوكب (من الكواكب التي تدور حوله) بمفرده، وحول نظام الكواكب" مجتمعة.
وكانت وكالة الفضاء الاميركية ناسا اطلقت في العام 2009 التلسكوب كيبلر في مهمة البحث عن كواكب مشابهة لكوكب الارض يمكن ان توجد فيها حياة، وذلك من خلال مراقبة اكثر من 100 الف نجمة مشابهة للشمس.
وتدور خمسة من هذه الكواكب الستة في مدار قريب جدا من النجم وتنهي دورة كاملة حولها في ما بين 10 ايام و47 يوما. وبسبب الحرارة المرتفعة الناجمة عن اقترابها من النجم، يستبعد العلماء امكانية وجود حياة على سطحها.
وقياسا على المجموعة الشمسية، تدور الكواكب الستة في مدارات اوسع من مدار كوكب عطارد، اما الكوكب الابعد عن النجم فينهي دورته في 118 يوما.
ويشبه هذا النظام المكتشف الى حد بعيد اسطوانة "اكثر تسطيحا من نظامنا الشمسي"، كما يقول ليسوير. ويعزز هذا الاكتشاف النظرية التي تقول ان الكواكب نشأت من اسطوانات من الغاز والغبار تدور حول نجم.
وقال دانيال فابريكي من جامعة كاليفورينا، وهو ايضا احد القائمين على الدراسة "الان اصبح لدينا مثل آخر".
وتمكن العلماء من رصد مرور هذه الكواكب امام النجم، أي انهم تمكنوا من ملاحظة انحسار وهج النجم لدى مرور اي من كواكبه امامه.
ويسمح هذا الانحسار في وهج النجم بقياس قطر الكوكب والفاصل الزمني لمروره امام النجم، ما يتيح تحديد مدة الدورة الكاملة للكوكب.
وقال جاك ليسوير ودانيال فابريكي وفريقهما ان مرور الكواكب أمام النجم يكشف امورا عدة، لأن التفاعل الجاذبي بين الكواكب يشير الى كتلتها وشكل مدارها.
وقد اتاح ذلك "تأكيد وجود هذه الكواكب، وقياس كتلة كل منها".
واوضح ليسوير ان كتلة كل من هذه الكواكب تراوح بين 2,3 مرات الى 13,5 مرة كتلة كوكب الارض، فيما يزيد قطر اصغرها عن قطر الارض ضعفين الى اربعة اضعاف.
وبحسب جوناثان فورتني من جامعة كاليفورنيا "الكواكب ذات الكتلة الاكبر تشبه نبتون واورانوس". أما الكوكبان الاقرب من كيبلر-11 فيتشكلان من الماء والهيدروجين والهيليوم والصخور، فيما باقي الكواكب غازية او ذات كثافة اقل من كثافة الماء.