ملامح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في مجال علوم البحار
(الكائنات البحرية العجيبة ودور البكتريا في التمثيلالكيميائي كسلسلة الغذاء للنظام البيئى كأساس الحياة حول ثقوب المياه الحارة عندمرتفعات وسط المحيط)
د. أمين مصطفي غيث د. محمد صالح بن بكر حريري
القرآن الكريم كتاب هداية للعالمين وهو تبيانلكل شىء وتفصيل لكل شىء ما فرط فيه رب العالمين من شىء إذا قرأه أهل البلاغة عجزواأن يأتو بمثله. وهو يزخر بأساسيات العلوم كلها ويدعو الله إلى تدبر آياته وفهممعانيه، يرفع الله به الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات ويجعل الله العلماء وهمأشد خشية له ورثة الأنبياء. والقرآن الذي لا تنقضي عجائبه يحوى إشارات غاية فيالإعجاز العلمي في شتى المجالات وسوف نشرح قدر الاستطاعة التعرف على أوجه الإعجازفي مجال علوم البحار وفهم عبارات القرآن الكريم في ضوء ما أثبته العلم والكشف عن سرمن أسرار إعجازه من حيث إنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفهاالبشر وقت نزول القرآن. ولقد كشف علم البحار والمحيطات من عدة عشرات من السنينالقليلة أي بعد الحرب العالمية الثانية على العديد من الحقائق العلمية حول نشأةالبحار والمحيطات.
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِيأَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت: 53).لا تخلو سور القرآن الكريممن الحديث عن آيات الله في الأرض وفى البحار كثيرة ما أروعها عن البحر المسجوروالجبال التى تسير ومد الأرض وأنقصها من الأطراف والجبال راسيات شامخات أوتادوالأرض قطع متجاورات فحديث القرآن عن سنن الله في الأرض وفى رجع السماء ويلتقىالعلم مع القرآن في الحديث عن كل ذلك. وبتوفيق من الله العلى القدير سوف نركز فيهذا البحث إلى إشارات القرآن الكريم قبل أربعة عشرة قرنا إلى الحقائق العلمية عنعالم البحار حيث وصفها وصفا دقيقا على لسان رسولنا الكريم الذي عهد عنه أنه لم يركبالبحر قط فأخبر عن وجود برزخ بين البحرين العذب (الفرات) والمالح (أجاج) وهذاالحاجز له خصائص متعددة ومغايرة لخصائص المياه السابقة، كما أن كائناته تموت إذاانتقلت من هذه المياه إلى المياه المجاورة. كما أشار القرآن الكريم إلى أن في الأرضقطع متجاورات ووصف البحر بأنه مسجور، كما ذكر الأرض ذات الصدع. كما أشار أيضا إلىالظلمات التي توجد في أعماق البحار. كما أقسم رب العزة فقال: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِالرَّجْعِ) (الطارق: 11). فالسماء ترجع إلينا كل ما هو نافع وترجع عنا كل ما هو ضاروكل هذه المعاني مستمدة من كلمة رجع فتبارك الله ـ عز وجل ـ القائل: (إنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ . وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُبَعْدَ حِين) (ص: 87، 88)،والقائل ـ عز وجل: (أَفَلايَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِاخْتِلافًا كَثِيرًا) (النساء: 82).
نحن مأمورين من الله العلى العظيم بالتفكير فيكيفية بداية الخلق وفى نفس الوقت ترك لنا الخالق علامات تدلنا على فهم ورؤيةالظواهر الأرضية. ولهذا يذخر القرآن الكريم بالملامح العلمية التي تتعلق ببدايةونهاية الكون منذ مرحلة فتق الرتق إلى أن تتبدل السماوات غير
السماوات والأرض. وجاءت الحقائق العلمية الثابتة لتتفق مع عطاء القرآن مما يدعو البشر للتسليم بأنوراء هذا الكون إله مدبر تتجلى قدرته وعظمته في خلقه كل شيء من حولنا.
هدف البحث:
بيان ملامح الإعجاز في مجال علوم البحار معالإشارة إلى ما ذكره القرآن وما كشف عنه العلم، فالله أراد أن يبارك ويؤيد رسولناالكريم بمعجزات غير مقيدة بزمان ولا مكان بل باقية إلى يوم القيامة شاهدة على صدقرسولنا الكريم(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًالِّقَوْمٍ يَعْلَمُون) (فصلت: 3).
النتائج والمناقشة:
أول حقيقةعلمية كشف عنها القرآن الكريم عن علوم البحار هى (وَالْبَحْرِالمَسْجُورِ) (الطور: 6)، (وَإذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ) (التكوير: 6)، (وَإذَاالبِحَارُ فُجِّرَتْ) (الانفطار: 3).ومعنى هذه الآيات الكريمة أن البحارأوقدت نارا أى أضرمت فيها النار وقد كشف علم البحار بعد الحرب العالمية الثانيةوالتقدم العلمى آن ذاك أن بقيعان المحيطات والبحار شبكة هائلة من الصدوع تتركز عندمرتفعات وسط المحيط حيث يندفع منها اللافا البازلتية في درجات حرارة عالية تصل إلىألف درجه مئوية فتظهر كأنها كتل من النيران الهائلة تحت سطح الماء حيث إن الماء لايستطيع أن يطفئ جذوتها ولا الحرارة على شدتها تستطيع أن تبخر الماء لكثرته. وتلكالظاهرة تلازم البحار منذ نشأتها حيث يبدأ تكوين بحر بخسف الأرض ثم اتساع ذلك الخسفوهبوط الكتل الصخرية وتكوين وادى صدعى ثم هبوط مرة أخرى إلى أن تخرج اللافا منالوادى المخسوف الذي يتحول إلى غور عميق.
ووجه الإعجـاز هنا يظهر من قسـم ربنا ـ عز وجلـ بهذا القسم الذي هز العرب آنذاك حين تنزل الوحى وأدهشـهم بينما هز علماءالبحـــار حين ركبوا الغــواصات ونزلوا إلى أعماق المحيطــات ووجـدوا أن قيعـانالمحيطـــات أغلبها مسـجرة بالنار أى إن النـار أقدت تحت الماء حيث تندفع الحممالبركانية الحمراء عبر الصــدوع وهى مشـتعلة دون لهب مباشر مثل التنور أى الفــرنالمشـتعل وهذا ما يفيد معنى مسجور ويعجب الإنسان لهذا النبى الأمي من أين له هذهالدقة العلمية في نشأة البحار آنذاك لو لم يكن ينزل عليه وحى السماء الذي علمه كلشيء والقائل: {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِيالسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الفرقان: 6).لولا هذه الصدوع لانفجرت الأرض منذ أول لحظة لتكوينها نتيجة لما يحدث في باطن الأرضمن تفاعلات نووية وكيميائية هائله وقد أقسم الله ـ جل جلاله ـ بها منذ أربعة عشرقرنا ولم تدرك إلا في النصف الأخير من القرن العشرين عندما نزلوا إلى أعماقالمحيطات ورسموا خريطة طوبغرافية لشكل قاع المحيطات. (وَمَاكَانَ هَذَا القُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِيبَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العَالَمِين) (يونس: 37).
شواهد الكائنات العجيبة عند ثقوب المياه الحارة حولمرتفعات وسط المحيط:
في منتصف القرن الماضي أى بعد الحرب العالمية الثانية تقريبا بدأ علماءالبحار والمحيطات بعد التقدم في العلوم الجيوفيزيائية وتكنولوجيا صناعة غواصاتالأعماق استكشاف قيعانه. فمن المعروف أن الإنسان لا يتحمل النزول إلى أعماق تزيد عن 45 متر فيتعرض إلى ضغط هائل ويموت ولكن عندما ركبوا هذه الغواصة ونزلوا إلى أعماقالمحيطات اكتشفوا حقائق مبهرة للغاية وهى أن الظلام يتدرج إلى 300 متر ثم يبدأالظلام الدامس والعتمة الشديدة، كما توجد أمواج داخلية تفوق الأمواج السطحية كماشوهد بعض الكائنات البحرية تضيىء ذاتيا في تلك الأعماق السحيقة حتى تبصر ما حولها(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِننُّورٍ) (النور: 40).
صورةلكبسولة غواصة يتم إنزالها لاستكشاف المحيط
من كان يتخيل أن هناك كائنات حيه تعيش في تلكالأعماق وهبها الله ـ عز وجل ـ نورا حقيقيا لتهتدى به في ظلمات البحار اللجية. كماعلمنا من قبل أن شواهد علوم البحار ظهرت في آيات القرآن الكريم منذ أن نزلت منحوالي 1400 سنة على سيدنا محمد وذلك قبل الاكتشافات العلمية الحديثة والمثيرة فيقاع البحار والمحيطات. يذكر القرآن الكريم أن الله خلق ما لم نعلمه ونراه ونفهمهولم يكتشف العلم هذه الحقائق إلا منذ عام 1977م حيث اكتشفالعلماء
ثقوب المياهالحارة عند مرتفعات وسط المحيط على عمق 2500م بواسطة الغواصة ألفين. هذه الحقائقالعلمية التى لم يصل إليها إدراك الإنسان إلا منذ عشرات قليلة من السنين يفصلهاكتاب الله العزيز بهذه الدقة العلمية الفائقة والتى لم يكن لأحد من الخلق الإلمامبها في زمن الوحي ولا لقرون طويلة من بعده.
إن قاع المحيط هو مسكن لعديد من مستعمراتالكائنات الحيوانية والنباتية الفريدة. معظم أنظمة البيئة البحرية تتواجد بالقرب منسطح الماء مثل شعاب الحواجز المرجانية بما تحتوي من أنواع الطحالب الخضراء المزرقةفهو مثل مستعمرات الأحياء تعتمد على الطاقة الشمسية لنموها (لإتمام عملية التمثيلالضوئي). من المعروف أن الطاقة الشمسية تخترق مياه البحر حتى عمق 300 متر فقط وهيتعتبر ضحلة بالنسبة إلى قاع المحيط العميق الذي يعتبر بيئة باردة جداً وأشكالالحياة تكون قليلة جداً ونادرة.
صورةللغواصة اليابانية شنكاي
من المعروف أن ضوء الشمس هو الطاقة اللازمة لإتمام عملية التمثيل الغذائيللنباتات البحرية العادية بينما في قاع المحيط الأمر مختلف ففي عام 1977م اكتشفالعلماء ثقوب ومخارج المياه الحارة عند مرتفعات وسط المحيط باستخدام الغواصة ألفينوهي عبارة عن كبسولة تتسع 3 أشخاص وطولها 8 أمتار ويمكنها الغوص عند 4000 متر تحتسطح البحر، وقد استخدمت لاستكشاف مرتفعات وسط المحيط الأطلنطي ومخارج وبؤر المياهالحارة.
كما ذكرنا منقبل أن مرتفعات وسط المحيط تمثل مراكز انفراج قاع المحيط حيث تخرج الماجما (الصخورالمنصهرة) بدرجة حرارة تزيد عن 1000 درجة مئوية لتكون قاع المحيط. وفى عام 1989صنعت اليابان مركبة مائية (غواصة) سمتها شنكاى 6500 تعمل عند عمق 6400 متر حيث قامتكل من اليابان والولايات المتحدة بتطوير أبحاث أنظمة الغوص التى استطاعوا فيهااكتشاف أعمق بقعة في قاع المحيط وهى 10920 متر عند خندق ماريانا.
صورة لحباريعيش في قاع المحيط
كان العلماء يعتقدون أنه لا يوجد كائنات حيوانية أو نباتية عند تلك البؤروالثقوب التي تخرج مياه حارة درجة حرارتها 400 درجة مئوية عند مرتفعات وسط المحيطيمكن أن تقاوم الحرارة المرتفعة والضغط العالي والظلمة القاسية والغازات السامةوالاتحاد الكيميائي الشديد. إن الاكتشاف الأكثر إثارة هو اكتشاف كم هائل من الحياةالبحرية غير العادية لكائنات عجيبة مثيرة مثل الديدان الإنبوبية الضخمة، الأصدافوالحلزونات البحرية، الحبار والأخطبوط من الرخويات، سرطان البحر، وجمبري من غيرعيون وأسماك ثعابين منتفخة العيون كذلك تعتبر البؤر الحارة واحات تحت المياه للعديدمن الكائنات التي لا توجد على الأرض ولقد تم التعرف على300 نوع وهي تختلف عنالأنواع التي تقدم لنا على موائد الطعام. فالأخطبوط يكون أول مستعمرة حول مخارجوينابيع المياه الحارة الحديثة حيث تكون فراشات بيضاء متصلة بقاع المحيط.
إن كثافة الحياة عندالنافورات الحارة بمرتفعات وسط المحيط وعلى أعماق تزيد عن 2500 متر تحت سطح الماءتزيد عن أية حياة في أحد أنظمة الأرض. فقد كان العلماء في حيرة كبيرة حيث أنه منغير المتصور وجود الحياة عند هذه الأعماق وعند تلك الثقوب التي ينبثق منها كمياتكبيرة من غاز كبريتيد الهيدورجين والميثان واللذان يعتبران من الغازات السامةبالإضافة إلى المياه الحمضية الحارة.
صورةللأسماك تعيش في قاع المحيط
إن غاز كبريتد الهيدروجين هو غاز له رائحةالبيض الفاسد يخرج من ثقوب المياه الحارة مع الغازات البركانية الأخرى. فغازالكبريت يأتي من باطن الأرض بنسبة 15% أما البقية تأتي من التفاعل الكيميائيللكبريتات الموجود في مياه البحر. لذلك فإن مصدر الطاقة المستدامة والمتاحة للنظامالبيئي في مياه المحيط العميق ليس هو ضوء الشمس كما هو معروف لنا ولكن طاقة أخرىتنتج بالتفاعل الكيميائي ويسمى بالتمثيل الكيميائي وهو يمثل سلسلة الغذاء للنظامالبيئي والذي سوف نتعرض لشرحه بالتفصيل.
اكتشف العلماء عند ثقوب المياه الحارة حولمرتفعات وسط المحيط وجود بكتيريا تعيش على أكسدة كبريتيد الهيدروجين وهذه البكتيرياتعيش شبه حيوية بتبادل المنفعة مع الكائنات العجيبة الضخمة وهي تكون قاعدة سلسلةالغذاء للنظام البيئي. إن اكتشاف البكتيريا عند مخارج المياه الحارة تقوم بتثبيتغاز كبيريتد الهيدروجين واستخدامه كطاقة بدلاً من الشمس حيث تقوم بعملية التمثيلالكيميائي بدلاًُ من التمثيل الضوئي.
إن كل أشكال الحياة عند تلك النافورات مثلالديدان الأنبوبية الضخمة والأصداف البحرية الرخويات والقشريات تعتمد على البكتيريافي غذائها مثل ديدان باندورا، عنكبوت البحر، أصداف البحر (أم الخلول) وهي توجد عندالينابيع الحارة ولا توجد في أي مكان في الأرض.
صورة لجمبريمن غير عيون يعيش في قاع المحيط
مثال آخر من المحيط القطبي الشمالي حيث وجدقاعه عبارة عن صحراء بحرية مغطاه بالجليد الأبدي مع انعدام التمثيل الضوئي ولذلكينعدم وجود المواد العضوية بالقاع. فعملية التمثيل الضوئي لا تعتبر هنا أساس الحياةفي تلك الأماكن كما هو معروف عندنا ولكن وجود ثقوب المياه الحارة والمداخن السمراءالتي يخرج منها غاز الميثان وكبريتيد الهيدروجين السامة فهما يدعمان الكائنات التيتعيش على البكتيريا في غذائها حيث إن البكتيريا هي القادرة على هضم تلك الكيماوياتولذلك تسمى بعملية التمثيل الكيميائي. لذلك فإن الحياة في أعماق المحيطات لا تعتمدمباشرة على ضوء الشمس للحصول على الطاقة اللازمة للحياة وإنما وجود الينابيع الحارةعلى طول مرتفعات وسط المحيط والتي تم اكتشافها عام 1977م وهى تحمل المواد الغذائيةالكيميائية للبكتيريا التي تعيش عليها أشكال من الكائنات الغريبة في تلك الأعماقالمظلمة. حيث تقوم البكتيريا بأكسدة الميثان وكبريتيد الهيدروجين لتكوين سلسلةالغذاء لتلك الكائنات الحية المثيرة والتي لا مثيل لها على الأرض.
صورةلنافورة حارة في قاع المحيط الهادي
كما اكتشف الباحثين الأمريكيين والنرويجيينوالروس براكين الطين الباردة على عمق 1250متر والذي يرتفع عدة أمتار من أرضيةالمحيط. كما لاحظ العلماء وجود أجزاء بيضاء من فرشات البكتيريا الكبريتية على تلكالبراكين حيث تعتبر غذاء لبعض الكائنات وهى تعتبر مسكن للبكتيريا المستهلكة.
مثال آخر لأنماطالنظام البيئي عند مرتفعات وسط المحيط الأطلنطي الشمالي والذي يعتبر واحة لمستعمراتالكائنات العجيبة. ففي أغسطس من عام 2004م تم اكتشاف الحياة عند مرتفعات وسط المحيطالأطلنطي على أعماق وصلت إلى 4000 متر تحت سطح البحر. فلقد قام 60 عالم من 13 دولةفي رحلة علمية حيث استطاعوا عن طريق استخدام الغواصة الحصول على معلومات جديدة وصورمذهلة بحرية وعينات من الحياة البحرية. استطاعوا إحصاء بليون نوع من نماذج الحياةالبحرية تم تسجيلها تحت النادرة وأجناس جديدة من الحبار والأسماك المتنوعة حيث تمتسجيل 300 نوع منها، 50 نوع من الحبار والأخطبوط وعدد هائل من الهائمات البحرية لمتعرف من قبل.
صورة لبركانتحت البحر في جنوب اليابان تم تصويره بغواصة متخصصة بدراسة البراكين
مثال آخرللكائنات العجيبة والمدهشة التي لا يوجد لها مثيل وجدت عند مخارج النافورات الحارةبمرتفعات وسط المحيط الهادى حيث غاصت الغواصة ألفين ولمدة أكثر من ساعة لامست قاعالمحيط عند عمق 8000 قدم تحت السطح في ديسمبر 1993م وكان العلماء داخل المركبة حيثوصلوا إلى مرتفعات شرق الهادي لرؤية البؤر والنافورات الحارة وجدوها عبارة عن شقوقفي قاع المحيط يخرج منها مياه حمضية حارقة والغازات الحاملة للمعادن. ولقد شاهدالعلماء ديدان أنبوبية عملاقة بعضها طولها 4 أقدام ذيلها مثبت في أرضية المحيط وهيسريعة النمو وتعتبر أسرع نمو للافقاريات البحرية.
أخيراً يتبقى لنا الشيء المحير وهو وجود تلكالبكتيريا عند ثقوب ومخارج المياه الحارة ومقاومتها للحرارة العالية عن أي كائنآخر. لذلك بدأ العلماء يهتمون بتطوير الأنزيمات المثبتة للحرارة للهندسة الوراثيةوالبكتيريا المتقدمة التطور والتي تصمم لوقف وتعطيل النفايات السامة.
إن المحاليل الحارةالتى تخرج وتنبثق من تلك الثقوب يصل درجة حرارتها إلى 400 درجة مئوية ولكن الضغطالعالي يحفظ تلك المياه من الغليان. إن غاز كبريتيد الهيدروجين ينتج من تفاعل مياهالبحر مع الكبريتات الموجودة في صخور قاع المحيط. لذلك فإن البكتيريا التي تتواجدعند البؤر الحارة تستعمل غازكبريتد الهيدروجين كمصدر لطاقتها بدلاً من ضوء الشمسولهذا فإن البكتيريا تعتبر أكبر مدعم كائن لمستعمرات الينابيع الحارة. لذلك يوجدبين البكتيريا والديدان الانبوبية العملاقة علاقة تبادل منفعة.
نقلاً عن موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنةبتصرف: nooran.org
المراجع:
1. القرآن الكريم.
2. الإعجاز. الدكتور حسنى حمدان الدسوقىحمامة. 1999م. دار الصفا للطباعة والنشر بالمنصورة. 208 صفحة.
3. الأرض بين الآياتالقرآنية والعلم الحديث. الدكتور حسنى حمدان الدسوقى حمامة. 2002م. مطبعة وزارةالأوقاف ـ جمهورية مصر العربية. سلسلة قضايا اسلامية 120 صفحة.
4. الأرض. مقدمةللجيولوجيا الطبيعية. تأليف تاربوك ولوتجنز. ترجمة: د. عمر سليمان حمودة، د. البهلول على اليعقوبى، د. مصطفى جمعة سالم. 1989م. منشورات مجمع الفاتح للجامعات. 634 صفحة.
المصادرالأجنبية :
http://pubs.usgs.gov/gip/dynamic/exploring.htmlhttp://www.physorg.com/news96125556.html__________________