شهدت الأمة الإسلامية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا من الأمور التي تقشعر لها الأبدان ، منهم من ارتد ومنهم من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب و غيرهم كثير .
غيرأن المسلمين و أنصار الله في كل مكان ما أبوا إلا أن يكسروا شوكة أعداء الله مقدمين أموالهم و أرواحهم ثمنا لذلك ، و لم يقتصر الحال على الرجال من المسلمين بل تعداها إلى النساء الطاهرات الاتي ذدن بأنفسهن في سبيل الله و إعلاء كلمته في الأرض ، و نتيجة لهذا الصراع لا يأب الله إلا أن ينصر عباده الصالحين .
إن هته الفتنة التي أصابت المسلمين بعد وفاة رسول الله جعلت الصحابة في حيرة من أمرهم و هم الذين يشهدون في كل يوم استسلام أرواح الشهداء من المسلمات و المسلمين إلى بارئها من الحافظين و الحافظات لكتاب الله آخذين معهم في قلوبهم الزكية كل ما أخذوه عن رسول الله من كتاب الله الجليل .
ما طرح السؤال في نفوسهم كيف يموت حفظة القرآن وكله محفوظ في صدورهم ؟
كيف سيكون مصير الدين والإسلام ؟ .
فتوجه الفاروق عمر بن الخطاب إلى خليفة رسول الله أبي بكر -رضي الله عنه - ليحثه على جمع القرآن الكريم في كتاب ينهل منه المسلمون من بعدهم ، و ما إن انشرح الخليفة للفكرة حتى أوكل المهمة لزيد بن ثابت و مجموعة من الصحابة الكرام ، و بعد أن تمت المهمة على أكمل وجه رأى الخليفة الصديق أبي بكر وضع المصحف الشريف عند سيدة من سيدات الدنيا و الآخرة .
فمن هي هته السيدة ؟
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية القريشية ، ولدت قبل بعثة النبي علية ألف صلاة وسلام بخمس سنوات ، وكانت زوجة لخنيس بن حذافة السهمي ، هاجرت معه إلى المدينة .
شهد زوجها بدرا ثم استشهد إثر جروح بالغة و هي لم تتجاوز بعد الثامنة عشر من سنها ، فحزن عمر بن الخطاب لمصابها و رغب في تزويجها ممن يرضي الله و رسوله ، فحدث عنها عثمان بن عفان و كانت زوجه رقية بنت رسول الله قد توفيت حديثا فسكت ، ثم عرضها على أبي بكر الصديق فسكت كما سكت عثمان و لم يجب .
فغضب الفاروق و توجه ألى رسول الله ليحدثه في الأمر ، و لكن " عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " . إن عمر لم يكن يعلم أن الله قد اختار لابنته من هو أفضل من عثمان و أبي بكر إنه رسول الله -صلى الله عليه و سلم- لتصبح بذلك زوجة له و أما للمؤمنين .
و قد عاشت مع رسول الله قرابة السبع سنين لتكون الزوجة المطيعة حياة طبيعية كأي زوجة واتخذت لها السيدة عائشة -رضي الله عنها- أعز صديقاتها و موضع سرها حتى أن السيدة عائشة وصفتها ب: بنت ابيها دليلا على فضلها .
قال عنها جبريل عليه السلام : إنها صوامة قوامة و إنها زوجتك في الجنة .
و قد روت عن رسول الله العديد من الاحاديث الشريفة قيل أنها بلغت ستون حديثا .
فما أفضل من أن تلقب المرأة المسلمة بحارسة القرأن الكريم ، كتاب الله عز وجل ، شرف رفع بها نجمة في سماء الإسلام ، بينما كثر في زماننا الكارتوني نجوم زاخرة في سماء الأمة الإسلامية ...و أي نجوم ؟ .
هكذا كانت نساء المسلمين و هكذا أراد لهن الإسلام أن يكن .
فهل هناك أفضل من هكذا حياة؟