الفضيل بن عياض.
هو الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام أبوعلي التميمي الفضيل بن عياض,نبدأ في الدروس:
_ قال عبد الصمد بن يزيد:سمعت الفضيل يقول:لم يتزيّن الناس بشئ أفضل من الصدق وطلب الحلال,فقال ابنه علي:يا أبة:إن الحلال عزيز,قال:يابني:إن قليله عند الله كثير.
_ قال سَري بن المُغلس:سمعت الفضيل يقول:من خاف الله لم يضره أحد,ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
_ قال إبراهيم بن الأشعث:سمعت الفضيل يقول:رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله,وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة,من عمل بما علم استغنى عما لايعلم,ومن عمل بما علم وفقه الله لما يعلم,ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته.
_ وسمعته يقول:أكذب الناس العائد في ذنبه,وأجهل الناس المُدِلُّ بحسناته,وأعلم الناس بالله أخوفهم منه,لم يكمُل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته,ولن يهلك الله عبد حتى يؤثر شهوته على دينه.
_ قال محمد بن عَبدويه:سمعت الفضيل يقول:ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك,والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
_ قال سَلم بن عبدالله:سمعت الفضيل يقول:إنما أمس مثل واليوم عمل وغداً أمل.
_ قال فيض بن إسحاق:قال الفضيل:والله مايحل لك أن تؤذي كلباً ولاخنزيراً بغير حق,فكيف تؤذي مسلماً.(قلت):الله المستعان على أحوالنا ماذا يقول عنا إذا كان بيننا..
_ قال الفضيل:بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله,وبقدر مايعظم عندك يصغر عند الله.
_ قال إبراهيم بن الأشعث:سمعت الفضيل يقول:من أحب أن يُذكر لم يُذكر,ومن كره أن يُذكرذُكِر.
_ وسمعته يقول:الخوف أفضل من الرجاء مادام الرجل صحيحاً,فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل.
_ قال فيض بن وثيق:سمعت الفضيل يقول:إن استطعت أن لاتكون محدثاً ولا قارئاً ولا متكلماً:
إن كنت بليغاً,قالوا:ما أبلغه وأحسن صوته,فيعجبك ذلك فتنتفخ,وإن لم تكن بليغاً ولا حسن الصوت,قالوا:ليس يُحسن يُحدّث وليس صوته بحسن,أحزنك ذلك وشقّ عليك فتكون مرائياً,وإذا جلست فتكلمت,فلم تُبال من ذمّك ومن مدحك,فتكلم.
_ قيل له:ما الزهد؟قال:القنوع,قيل:ما الورع؟قال:اجتناب المحارم,قيل:ما العبادة؟قال:أداء الفرائض,قيل:ما التواضع؟قال:أن تخضع للحق وقال:أشد الورع في اللسان.
_ قال عبد الصمد بن يزيد:سمعت الفضل يقول:لو ان لي دعوة مستجابة ما جعلتها,إلا في إمام
,فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
_ عن الفضيل:حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.
_ قال أيضاً:إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار,فاعلم أنك محروم كبّلتك خطيئتك.
_ قال عبد الصمد بن مردويه:سمعت الفضيل يقول:من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه,لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل,نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب
ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى,من جلس مع صاحب بدعة لم يُعط الحكمة.
_ قال إبراهيم بن الأشعث:سمعت الفضيل يقول في مرضه:ارحمني بحبي إياك فليس شئ أحب إلي منك.
_ وسمعته يقول وهو يشتكي:مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين.
_ وسمعته يقول:من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء,ولاحج ولاجهاد أشد من حبس اللسان,وليس أحداً أشد غمّاً ممن سجن لسانه.
_ عن الفضيل قال:من أخلاق الأنبياء الحلم والأناة وقيام الليل.
_ قال الأصمعي:نظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى رجل,فقال:ياهذا تشكو من يرحمك إلى من لايرحمك.
_ قال الفيض:قال لي الفضيل:لو قيل لك:يامُرائي,غضبت وشق عليك,وعسى ماقيل لك حق
تزيّنت للدنيا وتصنعت وقصرت ثيابك وحسّنت سمتك وكففت أذاك,حتى يقال:أبوفلان عابد ما أحسن سمته,فيكرمونك وينظرونك,ويقصدونك ويهدون إليك,مثل الدرهم السُّتُّوق(هوالردئ الزيف الذي لاخيرفيه)لا يعرفه كل أحد فإذا قُشر,قُشر عن نحاس.(قلت):يارب استرعلينا..
_ وقال أيضاً:كفى بالله مُحبّاً وبالقرآن مؤنِساً وبالموت واعظاً وبخشية الله علماً وبالاغترار جهلاً.
_ وعنه قال:خصلتان تُقسيان القلب:كثرة الكلام وكثرة الأكل.
_ وعنه قال:كيف ترى حال من كثرت ذنوبه وضَعُفَ علمه وفني عمره ولم يتزود لمعاده.
_ وعنه قال:يامسكين,أنت مُسئ وترى أنك مُحسن,وأنت جاهل وترى أنك عالم,وتبخل وترى أنك كريم,وأحمق وترى أنك عاقل,أجلُكَ قصير,وأملُكَ طويل.
{قال الذهبي}:قلت:إي والله,صدق,وأنت ظالم وترى أنك أنك مظلوم وآكل للحرام وترى أنك متورع وفاسق وتعتقد أنك عدل وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله.
_ قال قُطبة بن العلاء:سمعت الفضيل يقول:آفة القُرّاء العجب..
هذه بعض الدروس التربوية التي ألقاها الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله لأقرانه وتلاميذه والحاضرين والسائلين أسأل الله أن ينفعني بها ومن قرأها ونشرها..
ملاحظة:
يُلاحظ على كلام السلف أنه قليل ولكنه كبير وكثير المعنى ويحمل في طيّاته الصدق والإخلاص.
كذلك نحسبهم ولانزكيهم على الله رحمهم الله رحمة واسعة وجمعنا بهم في جنات النعيم..