■■ بعد مايقرب من عام كامل من معاناة الظلم والاتهامات البشعة التي لاحقته بتقديم الرشاوي ، أسعدني اليوم كثيراً ، قرار المحكمة الرياضية الدولية ( كاس ) في مدينة لوزان السويسرية ببراءة القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق لكرة القدم من تهمة محاولة شراء أصوات مسؤولين في الاتحاد الكاريبي أثناء حملة ترشحه لرئاسة الفيفا، ولكني أشعر بعد قراءة منطوق الحكم وحيثياته ومتابعة تفاصيل رد فعل الفيفا بمزيد من القلق على محاولات جديدة ومترابطة على ما يبدو بين الفيفا والاتحاد الآسيوي للإستمرار في مطاردة بن همام من جديد ومحاولة إلصاق تهم جديدة به .
■■ كسب بن همام إستئنافه ضد القرار الظالم والمتسرع للجنة القيم بالفيفا بوقفه مدى الحياة ، لعدم كفاية أدلة إتهامه في القضية ، كما جاء في حيثيات الحكم، ولعدم إجراء الفيفا تحقيقات كافية وشاملة حول الإتهامات التي وجهت إليه بإختراقه سبع مواد من لائحة الكود الأخلاقي الخاص بالفيفا ، ومنها اتهامه بتقديم رشي لأعضاء الاتحاد الكاريبي خلال الزيارة التي قام بها إلى ترينيداد وتوباجو في مايو 2011 أثناءعرض برنامجه الانتخابي خلال اجتماع مع أعضاء الاتحاد الكاريبي بحضور رئيس اتحاد الكونكاكاف جاك وارنر .
■■ حيثيات الحكم أيضا ، أشارت إلى أن المحكمة لم تستخلص حقائق تشير إلى براءة دامغة وإيجابية لبن همام، الذي كان – حسب نص الحيثيات - مصدر أموال تم جلبها إلى ترينداد وتوباجو وتم توزيعها في الاجتماع المذكور، ولكن ما حدث أن القضاة الثلاثة الذي أصدروا الحكم باغلبية صوتين ضد صوت واحد ، خلال فحصهم أدلة الاتهام – حسب قانون المحكمة - لم تتوافر لديهم أدلة كافية لإدانته هو والترايندادي جاك وارنر ، وإن كان الحكم قد وبخهما بأنهما لم يرتفعا إلى أعلى المستويات الأخلاقية المفروض أن تتوافر في المسؤولين الكبار في كرة القدم او الرياضة العالمية .. وأخطر ما جاء في حيثيات الحكم ، أنه من الممكن إعادة فتح الباب لمناقشة القضية مرة أخرى، في حالة توافر دليل جديد لدى لجنة القيم الجديدة بالفيفا على إختراق بن همام كود الفيفا الأخلاقي !
■■ المؤسف أن الاتحاد الآسيوي إتخذ قبل يومين – 17 يوليو – قراراً غريباً ومفاجئاً بإيقاف بن همام بشكل مؤقت لمدة 30 يوما - بدون أي تحقيق- بسبب "أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية تخلط بين حسابات الاتحاد البنكية وحسابه الشخصي إبان توليه الرئاسة.".. وجاء هذا القرار كنتيجة لوصول تقرير محاسبي لشركة المراجعة العالمية على الحسابات ( برايس ووتر هاوس كووبرز)، الذي أشار إلى هذه المخالفات المالية المزعومة ، والغريب أن الاتحاد سارع بإتخاذ القرار، دون إخطار بن همام ، ودون توجيه إتهامات رسمية إليه ، ودون إخضاعه للتحقيق ودون سماع دفاعه عن نفسه !! .. والغريب أنني لم أقرأ او أسمع أي تعليق من بن همام حول هذا الإتهام !
■■ رغم ما سبق من توجس او شعور بالقلق ، فأنا شخصياً ، لاأخشى على بن همام من تحفز الفيفا بقيادة بلاتر للإجهاز علىه من جديد ، حيث ورد في بيان للفيفا أنه يترقب الأمر بالمزيد من القلق ، حيث أثق في نظافة بن همام وعدم إمتلاك الفيفا لأدلة أو إتهامات جديدة ضده ، خاصة وأن بلاتر حاليا في أضعف حالاته بعد إفتضاح قضايا الفساد والرشوة داخل قلعة الفيفا ، التي طالت هافيلانج الرئيس الفخري وصهره البرازيلي تيكسييرا ، ولكن ما يقلقني ما جاء في بيان الفيفا عندما أشار إلى أن بن همام موقوف من الاتحاد الآسيوي.. وهذه الجملة الأخيرة توحي بتنسيق وتحالف وربما "تآمر" بين بلاتر والصيني جيلونج الرئيس المؤقت للاتحاد الآسيوي الحالي.
■■ وما أتمناه أن يتخلى بن همام عن صمته وانطواءه الذي طال .. وأن يتحرك بسرعة شديدة على كافة المستويات القانونية والإعلامية والتنسيقية مع حلفائه القدامى بالاتحاد الآسيوي وأشقائه العرب في الاتحاد ، لدحض الاتهامات المزعومة ضده آسيويا حتى يستكمل تنظيف إسمه وتبرئة شخصه وإستعادة منصبه الآسيوي والعالمي في الفيفا .. لا أريد المزيد من الصمت والإنطواء لمحمد بن همام ، فقد ظهرت دلائل براءته ، وعليه أن يحمد الله ويشكر فضله على أن العدل لا يزال قائما في محكمة الرياضة العالمية رغم ضغوط واتهامات الخصوم الشرسين وإفتراءات الإعلام .. وأتمنى أن أسمع قريباً جداً عن تبرءة بن همام التامة في الاتحاد الآسيوي وعودته إلى كافة مناصبه .
[center]