الثورة التحريرية الكبرى1954 - 1962* المرحلة الثالثة :1958-1960 ( حــرب الإبادة). لم تنجح مختلف الإجراءات القمعية الفرنسية و السياسية في التأثير على الثورة ، بل رادتها اشتعالا و انتشارا ، فامتدت إلى الأراضي الفرنسية ابتداءا من سنة 1956.-1- قيــام الجمهورية الخامسة 1958 : - أرغمت أحداث الثورة الرئيس الفرنسي في 26ماي1958 إلى الاستنجاد بالجنرال = دي غــول= بعد استقالة حكومة = بيار بفيملان = الأمر الذي أدى إلى سقوط الجمهورية الرابعة و قيام الجمهورية الخامسة و على رأسها –دي غول- و التي سارعت إلى اتخاذ مختلف الإجراءات السياسية و العسكرية للقضاء على الثورة لكن دون جدوى ، لكن آثار هذه الإجراءات كانــــت كارثية على الشعب لأنها كانت حرب ابادة بكل ما تعنيه الكلمة.....-2- سياسة الجمهورية الخامسة تجــاه الثورة :- - أ - ســياســيا : - // البحث عن عملاء يستعين بهم –دي غول – لضرب الثورة // تنظيم استفتاء 28-9-1958 حول إبقاء الجزائر فرنسية ، وكانت النتيجة المزورة تؤكد رغبة الجزائريين في إبقاء بلادهم فرنسية // استغلال وسائل الإعلام بذكاء لتحقيـــــــــق الهزيمة النفسية للجزائريين // الإعلان عن مشروع قسنطينة في 8-10-1958 لخلق 400ألف وظيفة و بناء 200ألف مسكن و توزيع 250 ألف هكتار على العمال في القطاع الزراعي و توفير ثلثي مقاعد الدراسة للأطفال الجزائريين ...... // تكوين طبقة من البرجوازية تدافع عن الوجود الفرنسي في الجزائر // عرض فكرة سلم الشجعان في 23-10-1958.. -ب – عــسكريا : - // تسخير كل الإمكانيات الفرنسية للمجهود الحربي للقضاء على الثورة ( 800 ألف جندي....) // إنشاء خط موريس المكهرب على الحدود التونسية ، و شــال على الحدود المغربية // القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق لتطهير مختلف المناطق من المجاهدين // الإكثار من المحتشدات الإجبارية لعزل الشعب عن المجاهدين // التوسع في إنشاء فــــــــــرق الحركـــة و القــوميـة ......لضرب الثورة...... - ج - اقتصاديـا: - // الإعلان عن مشروع قسنطينة 1958 // محاولة إجهاض الثورة عن طريق الإغراء بالوظائف و السكنات // تكويــــن طبقة من الجزائريين سميت بـ القوة الثالثة للدفاع عن الوجود الفرنسي في الجزائر........... - د - اجتماعيا: - // أنشاء = مصالح الشؤون الاجتماعية = ص ا ص ، يشرف عليها ضباط الحرب النفسية لعزل الشعب عن ثورته تقديم الرعاية الطبية و التعليم كإغراء // تقديم المساعدات الغذائية و غيرها.... لكن دون جدوى.............................-3- مــواجهة الثــورة لسيلســة دو غـــول : - كان رد فعل الثورة أيضا سياسيا ، عسكريا ، و اجتماعيا . - أ - سياسـيا : // إنشاء = الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية= في 19- 9-1958 // تنظيم العديد من المظاهرات كمظاهرات 11 ديسمبر 1960 حيث واجه بها الشعب الجزائري زيارة – دو غــول – للجزائر // .................................... - ب - عسكــريا: // اعتماد أساليب عسكرية جديدة : تصغير الوحدات العسكرية // تكثيف العمليات الفدائية // الاعتماد على حرب الكمائن // نقل العمليات الفدائية إلى التراب الفرنسي - // ........ -ج - اجتماعيا: // التكفل بأسر الشهداء و المجاهدين // تدعيم الهياكل التي أنشأها مؤتمر الصــومام من محاكم و مجالس شعبـــــــــية ، لتكريس القطيعة التامة مع الهياكل الإدارية الاستعمارية // .............-4- تــطور هــياكل الثــورة في الداخل و الخارج : - - أ - في الداخل : // إنشاء المجلس الوطني للثورة // إنشاء لجنة التنسيق و التنفيذ // اعتبار وثيقة قرارات مؤتمر الصومام بمثابة الدستور للثورة // إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية // إنشاء المنظمات و الإتحادان كالإتحاد العام للعمال الجزائريين و اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين و الإتحادان الحرفية........... - ب – في الخارج: //تكثيف العمل السياسي للثورة لكسب الدعم لهــا في أرجاء العالم // مساندة حركم عدم الانحياز و جامعة الدول العربية للثورة // تدويل القضية الجزائرية منذ 1955 ، و أدراجها في جدول أعمال الجمعية العامة من 1955 الى 1962...... الموضــوع : الثورة التحريرية الكبرى1954 - 1962* رابــعا : مرحلة المفاوضات و الاستقلال 1960 – 1962 : بعد تيقن فرنسا من عدم جدوى الحل الأمني و العسكري لجأت إلى سياسة اللقاءات و والمحادثات السرية ثم العلنية لحل القضية الجزائرية بأقل الخسائر الممكنة ، نظرا للضغط الذي مارسته الثورة من جهة و المجتمع الدولي من جهة أخرى في إطار تصفية الاستعمار..*-1- الـــمفاوضــات : - أ - الدوافـــع : - من بين الدوافع التي أدت إلى المفاوضات المباشرة بين الطرفين الجزائري و الفرنسي :- // فشل الحل العسكري و الأمني الذي كان يهدف إلى القضاء على الثورة // الانتصارات التي حققتها الثورة على الصعيديــــن السياسي و العسكري // نجاح الثورة في إسماع صوتها عبر العالم // مساندة معظم شعوب العالم للثورة نظرا لعادلة قضيتها // مساندة المنظمات الإقليمية للثورة كحركة عدم الانحياز و جامعة الدول العربية تدويل القضية الجزائرية و تسجيلــــها في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة // الصراع المتفاقم الذي نشأ بين السلطة الفرنسية و في باريس و مطـــالـــب المستوطنين في الجزائر مدعومين من الجنرالات الرافضين للمفاوضات بين الطرفين الفرنسي و الجزائري // فشل سياســة الإصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ( مشروع قسنطينة....) .................................................. ............ - ب- المـــراحل : -مرت المفاوضات ( المحادثات ) بين السلطة الفرنسية و جبهة التحرير الوطني بعدة مراحل ، هـــي : -1- اللقاءات الســرية : - في سنة 1956 تمت عدة لقاءات ( اتصالات ) سرية في عدة مدن ( بلغراد ، روما ...) و كان الهدف منها جـــــــس نبض الثورة ( مطالب جبهة التحرير الوطني) و دامت الى غاية 1958 ، تاريخ مجيء الجنرال = دو غــول = إلى الحكم ، وكـــــــــانــــت مطالب جبهة التحرير الوطني تتمحور أساسا في = الاعتراف بحق الجزائريين في تقرير مصيرهم = -2- اللقاءات الرسمية العلنية : - * مفاوضات = مـــــــولان = جوان 1960 : فشلت بسبب رغبة فرنسا فصل الصحراء عن شمال الجزائر .... ** مظــاهرات 11 ديسمبر 1960 : - تميز شهر ديسمبر سنة 1960 بالمظاهرات الحاشدة و التاريخية تأييدا للثورة ، خاصة بمناسبـــــــــــة الزيارات التي قام بها الجنرال = دو غــول = إلى بعض المدن الجزائرية ، و أيضا مظاهرات مضادة لمسيرات المستوطنين الفرنسيين المطالبين بابقاء الجزائر فرنسية ، لعل أخطرها تلك التي حدثت أيام 09-10-11 ديسمبر 1960 و التي ذهب ضحيتها عدد من الجزائريين في عين تموشنت و مستغانم و الجزائر العاصمة . ومن نتائجــها : - خلقت في الشعب الجزائري تيارا مناهضا للسياسة الاستعمارية. - أثبتت للمستعمر أنه غير قــادر على حل القضية الجزائرية أمنــيا . - إحداث القطيعة النهائية بين الشعب الجزائري و الاستعمار الفرنسي . - اعتــراف = دو غــول = بجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد للثورة و الشعب الجزائري . - أثبتت لـ = دو غــول = و الرأي العام الفرنسي و العالمي بأن الشعب الجزائري شعب واحد متلاحم مع ثورته و الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية . - دخــول فرنسا في المفاوضات مع ممثلي جبهة التحرير الوطني ، و التي انتهت باستقلال الجزائر....................................... * مفاوضات = لــوســارن = فيفري 1961 : فشلت لنفس السبب السابق........... * مفاوضات = ايفيان الأولى = ماي- جوان 1961 : فشلت أيضا لتمسك فرنسا بفصل الصحراء عن شمال الجزائر............ * مفاوضات = بـــــال = أكتوبر- نوفمبر 1961 : فشلت بسبب مواقف فرنسا المتصلبة و الرامية إلى تقسيم الجزائر.......... * مفاوضات = ايفيان الثانية = مــــارس 1962: في 7 مــارس بدأت المفاوضات في ايفيــان = بعد المحادثات السرية التي جرت في = لــي روس = على الحدود الفرنسية السويسرية ، و انتهت بالتوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار =. -3- مضمــون مفاوضات ايفيان الثانية 1962 : - من بين مــا نصت عليه الاتفاقية و التي وقعهــا الطرفان : - الاعتراف بالسيادة الوطنية الجزائرية ووحدة تــرابها إقامة سياسة تعاون بين الجزائر و فرنسا إبقاء قيود التبعية في الميدان الاقتصادي و الثقافي منح فــرنسا مكانة ممتازة في الجزائر لا سيما للفرنسيين المقيمين في الجزائر و المتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين بقاء بعض القوات الفرنسية في القاعدة البحرية المرسى الكبير بوهران ، و قاعدة تجريب القنابل الذرية بـ رقــان ...... لكن رغم ذلك استطاعت الثورة من تحقيق الهدف الرئيسي لها و هــو : استعادة السيادة الوطنية على كامل التراب الجزائري *-2- وقــف اطلاق النار و الإستقلال : - * في 18 مارس 1962 تم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار و الذي أصبح نافذا ابتداءا من 19 مارس 1962 في منتصف النهار. * في 19 مارس 1962 وجهت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية نــداءا إلى الشعب الجزائري يتعلق بما تم الإنفاق عليه مع فرنســــا. * في 1 جويلية 1962 أجري الاستفتاء حول تقرير المصير ، و في اليوم الموالي – 2 جويلية- أعلنت النتائج التي بلغت 99.72% من الأصوات المعبرة بـ نـــعــم للاستقلال . * في 3 جويلية 1962 اعترفت فرنسا رسميا باستقلال الجزائر على لســان رئيسها الجنرال دو غــول و عليه حددت الحكومة المؤقتة للجمه
الرئيسية 