█▒◄ الملك محمد روراوة مرة أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

أعضاء وزوار منتدى كووورة جزائرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أردت اليوم أن أنقب في مكان من مواضيعي ، لأعود إلى الملك محمد روراوة عضو الهيئة التنفيذية للفيفا والكاف والفاف، في مرحلة جديدة هي من سهام تمر، كما هي العادة، بلسما، خفيفا ناعما، عليه.

الكلام بكل تأكيد موجه للجيل الجديد من الشباب والذي لا يعرف ربما ما حدث في نهاية التسيعينيات بعد رحيل ذيابي الله يرحمو عن رئاسة الفاف، ودخول المنتخب الجزائري لدوامة عميقة، حُلت جزئيا لم أتى عمر كزال الله يرحمو، سنجاق وحميمي الله يرحمو كذلك، ثم استمر الأول باتيانه لمهزلة المنتخبات الجزائرية جداوي، الذي عرف معه المنتخب الوطني ظاهرة "حار فيها علماء اللياقة" بانهياره في الشوط الثاني من كل مقابلة، وفي كل حصة من ملاعب العالم يطل علينا سعيد حدوش من بلجيكا ليحلل لنا سبب انهيار المنتخب في الشوط الثاني، كان ذلك سنة 2001، وانتهت تلك القصة بهزيمة مصر التي كانت تحت راية عمر كزال الله يرحمو و عبد الغني جداوي، وانكشف السر بكون جداوي كان يقوم ليلة كل مقابلة بعمل تدريبات شاقة للاعبيه، مما يجعلهم ينهارون في الشوط الثاني لكل مقابلة.

حتى أتى محمد رواروة الذي أعاد الهيبة للمنتخب الوطني، وللكرة الجظائرية التي عرفت فيها مشاركات الأندية الجزائرية في المنافسات القارية تألقا نوعيا، على غرار شبيبة القبائل بكأسها الثالثة للكاف، وإتحاد العاصمة في كأس رابطة أبطال افريقيا، وحتى في كأس الأندية العربية .

روراوة الذي ساعد كثيرا ، بعد رحيله، الأندية الجزائرية على غرار قضية بوعصيدة وعبدوني اللذان أقصيا لفترة بعد اعتدائهما على الحكم خلال مقابلة افريقية لمولودية الجزائر، ولولاه بعد الله عز وجل، لأقصيا مدى الحياة ربما....أما الأندية الشبانية، فكما هو معلوم، ومنذ بداية التسعينيات من القرن الماضي وهي تحصد المهازل ولم تهتم بها الجماهير يوما، لكن رياح التغيير والعصرنة السلبية تظهر بظلالها في محيطه الآن....وبعد هنا إلى أرشيفي




في الأمس القريب،أيضاـ تكالبت الأصوات منادية برحيل محمد رواروة عقب تراكمات لمشاكل عديدة:

- مشكلته مع رابح ماجر ومشكلة الحوار الشهير مع الجريدة البلجيكية.

- اتهام الرابطة الوطنية التي كانت برئاسة رئيس شباب باتنة السابق "بوعبد الله" باعطاء أفضلية لفريق على آخر كانت في صورة شباب بلوزداد الحائز على لقبي 2000 و 2001.

- تجذر العديد من الخلافات بين أعضاء المكتب الفدرالي، ولبس العديد منهم للباس "طارزان" في صورة الرئيس السابق لأمل الأربعاء "بغدادي".

- غرق المنتخب الوطني في المشاكل، لاعبين "تاع حومة" وانتشار سياسة الباطورنات في المنتخب.

فما كان لروراوة بعد كثرة السهام الموجهة إليه، إلا أن يفر بجلده ويترك البقايا لمن أرادها وحاملا شعار : النجاح لا يعترف باليائسين... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر.

خطوات النجاح كانت عبر بوابة "سنــة الجزائـــر في فرنسا" هذه السنة سمحت بصقل مواهب الرجل جيدا وجعلته يتحنك سياسيا عارفا خبايا المناورات الدبلوماسية التي تخفي وراءها تحقيق المُراد وسحب البساط من تحت الأرجل مع بقاء الخصم ضاحكا مصفقا ....ربما حقـا هوعلى نفسه ضاحك...وحداج أكبر شاهد على ذلك فيما كان يُعتبر بالمتحكم والمتحكم به...

نعم، سنة الجزائر بفرنسا، وطدت علاقات رواروة وجعلته أكثر رزانة وقوة من ذي قبل، جعلته يتقرب من صناع القرار وينزع عنه ثوب" المتسلق" ليظهر في ثوب الرائد ... فكانت المدرسة هي الكرة العربية التي جعلت معارفه الكروية تزداد وتتمرس وعلاقات حميدة مع بن همام نائب رئيس الفيفا آنذاك والذي كانت تجمعه علاقات جيدة مع عيسى حياتو قبل أن ينقلب كل ذي وجه إلى مضجعه...فكان الجسر إذا نحو الكرة الافريقية ومنها إلى البوابة العالمية...




فبين التشريف والواجب نهر كبير...فمن ذا الذي يقدر عليه...


لو نعود بحبل ذاكرتنا إلى قريب الأيام، لوجدنا أننا بالأمس فقط كنا نهلل بمشاركة بلعيد لكارن في كأس العالم كحكم رئيسي شرف الجزائر، وبقينا مهللين لذلك بمناسبة أو غير مناسبة، حتى أنه ربما تناسينا أن حكم نهائي كأس العالم 1998 هو المغربي سعيد بلقولة ربي يرحمو ويوسع عليه...أن جمال الغندور الحكم المصري قد كان متواجدا في كأس أوروبا للأمم 2000، غير أن البعض ربما لا يتذكر إلا عدم احتسابه لهدف موريانتس ضد كوريا الجنوبية في كأس العالم 2002...نعم مشكلتنا أننا نعظم عملنا ونُصغر عمل غيرنا...نصنع من الحبة قبة ومن القبة حبة ضاربين عرض الحائط المقاييس العالمية في التقييم واعطاء كل ذي مكانة...مكانته...

نعم أيها الأخبة، هو نفسه بلعيد لكارن الذي وصل أيضا لعضوية هئية التحكيم العالمية المنطوية تحت لواء الفيفا...لكن يا ترى، ماذا نتذكر بما جاد به تسييره لهيئة التحكيم الوطنية...لهئية جعلت لغت "تحت الطابلة" شعارها و"عدم المساواة" قاعدة صلبة لها...فأين أنت يا بلعيد وأين هي عالميتك التي نادينا بها وهللنا لها مطولا؟ لماذا التحكيم في الجزائر غارق في دوامات ونهر من المساومات لا ينجو منه إلا من أتى الله بقلب سليم؟ تلك هي عبر لمن أراد أن يأخذ العبرة....وكان روراوة لاحقه...


والآن، أي هو روراوة من كل هذا؟ من بطولة محترفة في أول مواسمها مما إصطلح على تسميته "رانا تعلمو الحفافا ولعقوبة لعوام الجايين ان شاء الله "

لماذا كتبنا على أنفسنا ورسمنا تعسفا وإجبارا طريقا لأنفسنا ما أُريد به ليكون لنا؟ بطولة هي حملت الاحتراف إلا من الاسم...فكان الكل مشترك، من وزارة، رؤساء ، مدربين، لاعبين، جماهير...

نعم...هو في هيئة عالمية وماذا بعد ذلك؟ هل سنشاهد طفرة في الكرة الجزائرية وانصافا لحق فرقها فيما يُهضهم من حقهم في افريقيا وسياسيات الكيل بمكيالين التي أصابت بالوهن الكثير من فرقنا ولاعبينا.... مروان عبدوني وبوعصيدة أكبر مثال على ذلك...حتى وان أخطئا، فإن الكثير غيره قد ارتكب عشرات المرات ما ارتكبه هذا الثنائي...وغير ذلك كثيرُ.....

نعم بين تشريف روراوة للجزائر كاسم لامع في سماء تسيير الكرة العالمية وبين تقديم الإضافة للكرة الجزائرية فرق كبير...

تشجيع فتح أكاديميات لكرة القدم للفرق العالمية في الجزائر سيكون شيئا قيما لو يسعى في سبيله روراوة ، كمدارس الأرسنال والمانشستر المعروفة...وفرق اسبانية عديدة...سنذكره حقا بمقام أو دونه، وسنهلل له بكل تأكيد...

الكرة الجزائرية مازالت لحد الآن لم تنفض عنها مرحلة ما بعد المونديال (التي لن يُنفض غبارها حتى يتأهل منتخبنا إلى نهائيات كأس أمم افريقيا ان شاء الله)... كرتنا تحتاج إلى مزيد من الأوكسجين ولن يكون ذلك إلا بتظافر الجهود، من أبسط مناصر، إلى أعلى مسؤول على الكرة الجزائرية...

ما يجب التذكير به أن محمد رواروة هو في أواخر عهدته ولا يمكنه الترشح لعهدة أخرى، ولن ينفع بعدها الحين لماضي التسيير الراقي لروراوة... فويل الزمان من هذا الكلام، والعبرة في الأسطر، ما وراءها وما ترسب بين ثناياها... والواو، واو، ولو أردات أن تكون ألِـف (بكسر الفاء)

وإلى الآن من له في النقد والتصويب نصيبُ